قوله تعالى: {ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب 32 أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد 33 لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق 34}
  ومنها: أن قائل هذا رغب عن قراءة أكثر القراء وقراءة أهل الحرمين والشام والبصرة، وهذا لا يجوز.
  ومنها: أنه تعالى لا يجوز أن يصد عن السبيل، كيف، وقد أمر به، وحث عليه، ووعد بالثواب، ونهى عن تركه، وأوعد، فقد فعل غاية ما يجب أن يفعل، فكيف يقال: إنه صد عنه.
  ومنها: أنه تعالى قال في موضع آخر: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا} وقال: {وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} فهذا يدل على أن الكفار صدوا، ويؤيد القراءة بالنصب.
  ومنها: أنه يحتمل أن أنفسهم صدوهم، كما يقال: فلان معجب، وإن لم يكن ثم غيره.
  · اللغة: الاستهزاء: طلب الهزؤ، والهزؤ: إظهار خلاف الإضمار للاستصغار، وأصل الاستفعال: طلب الفعل.
  والإملاء: التأخير، وأصله طول المدة، وقيل: هو من الملاوة، وقيل: الليل والنهار ملوان، وربما كسر أوله، وربما فتح، وربما ضم، عن أبي القاسم وغيره. وسميا بذلك لطولهما، وقيل: اشتقاقه من الملوة وهي المدة، ومنه: {نُمْلِي لَهُمْ} أي: نطيل المدة، ومنه في التهنئة: الْبَسْ جديدًا وتمل حبيبًا أي: لتطل أيامك معه.
  وأصل القيام: الانتصاب الذي هو خلاف القعود، يقال: قام فهو قائم، ثم يستعمل في القيام بالأمر، يقال: قام بالأمر كذا، وقم بهذا الأمر.