التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب 32 أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد 33 لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق 34}

صفحة 3801 - الجزء 5

  والصدود: الإعراض، صد يَصُدُّ: أعرض، وصدوته: عدلته، فهو لازم ومتعد، يَصُد يَصِدُّ؟ بضم الصاد في المستقبل: أعرض، وبكسر الصاد: ضج، والصدد: القرب، يقال: صده صدا، وأصده إصدادًا، كل ذلك يحكى عن العرب ذكره في العرنين.

  والشِّق بكسر الشين: المشقة، ونصف الشيء، ومنه: الشقيق، ومنه يقال للناحية من الجبل: شق، وبالفتح مصدر شققت الشيء شقًا، والشقة: الناحية، وجمعها:

  شُقُق بضم الشين والقاف، عن الفراء. وقيل: شِقَق بكسر الشين وفتح القاف، وأُرِيد أن أشق عليك أي: أحملك على ما يشتد عليك.

  الوقاية: الحاجز الذي يدفع به المكروه، والواقي فاعل الوقاية، وقاه يقيه وقاية، فهو واقٍ، ووقَّاه توقيةً.

  · الإعراب: «أفمن» استفهام والمراد الإنكار، وجوابه محذوف، تقديره: أفمن هو قائم على كل نفس كمن ليس بهذه الصفة، نحو قوله: {أَمَّن هُوَ قَانِتٌ}.

  · النظم: قيل: تتصل الآيات بما تقدم من طلبهم للآيات، فَبَيَّنَ تعالى أن من تقدم من الرسل سألهم قومهم العذاب هزؤا، وأنت سئلت الآيات هزؤا، عن الأصم.