قوله تعالى: {والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب 36 وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق 37}
  · الإعراب: «الَّذِينَ» محله رفع بالابتداء وخبره «يفرحون».
  {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ} الكاف كاف التشبيه، وقيل في التشبيه أنه شبه إنزاله بإنزاله حكمًا عربيًا بإنزاله الكتب على من تقدم من الأنبياء، وقيل: كما أنزلنا الكتب على الرسل بلغاتهم كذلك أنزلنا القرآن عربيًا بلغتك.
  · النزول: قيل: لما أسلم عبد اللَّه بن سلام وأصحابه قالوا للرسول ÷: ذكر الرحمن في القرآن قليل وفي التوراة كثير، فنزل: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} وعنده قال مشركو مكة: إن محمدًا يدعو إلى إلهين، فنزل: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} وقالوا: ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة، فنزل: «وَالَّذِينَ آتَينَاهُمُ الْكِتَاب ...» الآية، عن ابن عباس.
  وقيل: كان المشركون يكذبون أهل الكتاب في أمر الرسل، فلما بعث النبي، ÷ وهو رجل من العرب ونزل القرآن بلغتهم فرحوا به معاداة للمشركين، عن الأصم.
  وقيل: نزلت في صرف القبلة إلى الكعبة، وفيه نزل: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ}.
  وقيل: في تبليغ الرسالة.