التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3}

صفحة 226 - الجزء 1

  «يؤمن» و «يؤمنون» و «يأكلون» و «يأمرون» و «يأخذون» و «الضأن» و «الذئب» و «بئر» و «بئس» و «لؤلؤ» ونحوها، ويتركان كثيرا في الهمزة المتحركة أيضا، مثل قوله: «فليؤد»، و «لا يؤاخذكم»، و «يؤيد بنصره» ونحوها، ولأبي جعفر فيه مذهب يطول ذكره. فأما أبو عمرو فيترك كل همزة إلا أن يكون سكونها علامة للجزم، نحو: «نبئهم»، و «نبئنا»، و «اقرأ»، و «إن نَشَأْ»، ونحوها، فإنه لا يترك الهمزة فيها، وروي عنه الهمزة أيضًا في الساكنة. وأما نافع فيترك كل همزة ساكنة ومتحركة إذا كانت فاء من الفعل كقوله: «يؤمنون» و «لا يؤاخذكم». واختلفت قراءة الكسائي وحمزة، ولكل واحد منهم في ذلك مذهب يطول ذكره، فالهمز على الأصل، والإسقاط للتخفيف.

  · اللغة: اللائي واللاتي نظائر، واللائي واللاتي للمؤنث، قال تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ} وواحد الَّذِينَ: الذي، وهو من الأسماء التي تتم بصلاتها، ك (مَنْ) و (ما).

  ومتى قيل: فما الذي دعاهم إلى أن جعلوا الاسم منقوصا، ثم يتم بصلة؟

  قلنا: الحاجة إلى أن توصف المعرفة بمعنى بالجملة. وتثنية الذي: اللذان، واللذانِّ، بالتشديد عرضا من ذهاب الياء.

  ويُقال: لم بُنِيَ في الواحد، وأعربت في التثنية؟

  قلنا: لأن التثنية تخرجه من شبه الحرف؛ إذ الحرف لا يثنى. فأما الجمع فإنما يبنى، لأن الجمع ليس على حد التثنية؛ ألا ترى إلى أن إعرابه كإعراب الواحد، وقيل: الذي والَّذِينَ للجمع، وواحده «اللَّذِ. واللذان، والذي»، والَّذِينَ جمع الجمع.

  والإيمان والإسلام من النظائر، ونقيضهما الكفر والفسق، وأصله التصديق، يقال: آمن أي صدق، ومنه: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} أي بمصدق. وقد صار في الشرع: اسم لأداء الواجبات.