قوله تعالى: {وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص 21 وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم 22}
  البدع، وجب على النظر لأنه به يعرف الحق حتى يتبع والباطل حتى يجتنب، وهذا معنى قول أمير المؤمنين #: «الحق لا يعرف بالرجال، أعرف الحق تعرف أهله».
  وتدل على وعيد عظيم للمبتدعة وقادة الضلال.
  وتدل على دوام عقاب الكفار، فيبطل قول جهم.
  ويدل قوله: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ} أنه يقول لأتباعه يوم القيامة: إني كذبت فيما قلت لكم، فيكون ذلك زيادة غم وحسرة.
  وتدل على لطف للمكلفين وتحذير من المعاصي؛ لأن الإنسان إذا تصور ذلك البلاء وكلام إبليس لأتباعه لا يغتر ولا يلتفت إلى وسوسته.
  ويدل قوله: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ} على أمور:
  منها: بطلان قولهم أن الشيطان يقدر أن يحبط المؤمن ويزيل عقله ويتصور بالصور.
  ومنها: أنه يدعو بالوسوسة فيدل أن الوسوسة كلام به يدعو.
  وتدل على أن كل ظالم متوعد، فيبطل قول المرجئة.
  ويدل قوله: {فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} وغيره من الآيات على بطلان الجبر من وجوه:
  منها: أنه تعالى بين دينهم واعتقادهم ولم يضف شيئًا إلى نفسه، فلو كان هو الخالق لذلك لكان التأثير الأعظم له.
  ومنها: أن الظالم يستحق الذم، فلو كان الظلم من خلقه لما استحق العبد اللائمة، وكان هو المستحق، تعالى عما يقولون علوًا كبيرًا.