قوله تعالى: {وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص 21 وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم 22}
  فيخطب، عن الأصم. وقيل: يوضع له كرسي في النار فيخطب، عن مقاتل. وقيل: إنه يقول ذلك توبيخًا، وقيل: بل على سبيل النوح «إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ» قيل: وعدكم بالبعث والجزاء والحساب ووعدتكم أن لا بعث ولا حساب ولا جنة ولا نار، عن ابن عباس. وقيل: وعدكم الجنة بالتمسك بدينه ووعدتكم خلافه، عن الحسن. وقيل: وعدكم بالحق فأبيتموه ووعدتكم بالباطل فقبلتموه «فَأَخْلَفْتُكُمْ» أي: كذبتكم، وقيل: لم أوف لكم بما وعدتكم «وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ» أي: قوة وسبيل، وقيل: حجة وبصيرة «إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ» أي: لكن دعوتكم إلى الكفر بالوسوسة «فَاسْتَجَبْتُمْ لِي» أي: أجبتم دعوتي إلى طاعتي وعصيان اللَّه «فَلَا تَلُومُونِي» على ما فعلتم، وقيل: على ما فعل بكم من العذاب «وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ» حيث عدلتم عن أمر اللَّه ودعاء رسله إلى اتباعي من غير دليل وبرهان «مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ» قيل: ما أنا بمغيثكم فأخرجكم من النار وما أنتم بمغيثي في نجاتي، عن الحسن، والأصم، وأبي علي، وقتادة، وأبي القاسم، وأبي مسلم. وقيل: ما أنا بناصركم وما أنتم بناصري، عن ابن زيد. وهما متقاربان «إِنّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ» قيل: كفرت الآن بما كان من إشراككم إياي فأطعتموني.
  وجعلتموني كأني رب وإله فصيرتموني شريكًا لربكم، عن الحسن، والأصم. وقيل: المراد أن كفري قد تقدم ثم شاركتموني في الكفر، كأنه أخبر أنه كهَؤُلَاءِ تبعًا لغيره وأنهم كفروا بدعائه على وجه التبع، عن ابن عباس، وقتادة. «إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» أي: وجيع، قيل: إنه من تمام قول الشيطان لأهل النار، وقيل: إنه ابتداء حكم من اللَّه ووعيد للظالمين، عن أبي مسلم، والقاضي.
  · الأحكام: تدل أول الآيات أنه تعالى يحشر جميع الخلق.
  وتدل على مخاصمة تجري بين القادة والأتباع، وفيه تحذير عن التقليد واتباع