قوله تعالى: {وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام 23 ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء 24 تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون 25 ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار 26}
  والحين: الوقت، وقيل: الحين القطعة من الدهر كالساعة فما فوقها.
  والكلمة: الواحدة من الكلام، ويقال للقصيدة: كلمة.
  والاجتثاث: اقتلاع الشيء من أصله، اجتثه اجتثاثًا، وجثه جثا، والجثيث من النخيل الفسيل، والمجثة: الحديدة يقلع بها الجثيث، والجثة: جثة الإنسان، قيل: أخذ من جثه أي اقتلعه، كأنه اقتلع من أصله، وقيل: أصله من الجُث بضم الجيم، وهو ما ارتفع من الأرض، كالأكمة، عن ابن زيد.
  · الإعراب: «الَّذِينَ آمنوا» في محل الرفع لأنه اسم ما لم يسم فاعله، وخبره «جَنَّاتٍ» وتقديره: أدخل المؤمنون الجنة.
  و «كَلِمَةً» نصب على التفسير.
  و «طَيِّبَةً» نعت للكلمة، وقيل في «طَيِّبَةً» أنه نعت لمحذوف أي: طيبة ثمارها.
  · المعنى: لما تقدم وعيد الكفار عقبه بالوعد للمؤمنين على عادة اللَّه تعالى في ضم الوعد إلى الوعيد، فقال سبحانه: «وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا» صدقوا اللَّه ورسوله «وَعَمِلُوا الصَّالحاتِ» قيل: ما فرض عليهم، عن الأصم. «جَنَّاتٍ» وإنما يكون ذلك في الآخرة «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنهَارُ» أي: من تحت أشجارها وأبنيتها الماء في الأنهار «خَالِدينَ فِيهَا» دائمين «بِإِذْنِ رَبِّهِمْ» وقيل: والمراد بهم قيل: إيمانهم بإذن ربهم، عن