قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار 28 جهنم يصلونها وبئس القرار 29 وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار 30}
  اللَّه لأنهم لم يريدوا أن يضلوا، هذا إذا قرئ بالفتح، وإذا قرئ بالضم فقد بينا أنه يحتمل الوجهين، «قُلْ» لهم وعيدًا وتهديدًا «تَمَتَّعُوا» أي: انتفعوا قليلا بما أنتم فيه «فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ» عن قريب «إِلَى النَّارِ» ومصير أتباعكم إلى النار، وقوله: «تمتعوا» ليس بأمر، ونظيره قوله: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ}[الإسراء: ٦٤].
  · النزول: اختلفوا فى هاتين الآيتين:
  قيل. نزلتا في أهل بيت بالمدينة على ما روي عن عمر وعلي وجماعة.
  وقيل: السورة مكية إلا هاتين الآيتين، ومنهم من قال: السورة كلها مكية على ما حكي عن الأصم، ولا يبعد أن الآية نزلت في أهل بدر بمكة، والمراد بدار البوار جهنم، وسبب ذلك دعاؤهم إلى الكفر وكفرهم. واللَّه أعلم.
  · الأحكام: وتدل على أن ذلك التبديل والإضلال فعل العبد وليس بخلق لله تعالى خلاف ما يقوله أهل الجبر، وكذلك وصفهم اللَّه بالأنداد.
  وتدل على ذم الداعي إلى الضلال والكفر، فيدخل فيه كل رئيس وقائد دعا إلى بدعة وضلال.