التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال 31 الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار 32 وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار 33 وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار 34}

صفحة 3874 - الجزء 5

  اللَّه، كم من شيء أعطاناه اللَّه ما سألناه إياه وما خطر لنا على بال، قال أبو القاسم: ويحتمل على هذه القراءة آتاكم مقدار الذي سألتموه، وتقديره: آتاكم من كل شيء القدر الذي سألتم.

  وقيل في (آتَاكُمْ) على هذه القراءة يحتمل وجهين:

  أحدهما: التفصيل تقديره: آتاكم من كل ما تقدم أشياء ما سألتموه، بل ابتدأكم به تفضلاً.

  والثاني: من كل النعم ما طلبتم وسألتم، فـ (ما) يكون للإثبات، وتقديره: أن جميع ما سألتم أعطاكم، عن القاضي.

  · اللغة: الخلال والمخالة: المصادقة، خاللته أي: صادقته، أخاله مخالاً وخلالاً، قال أبو القاسم: الخلال جمع خلَّة، يقال: خلة وخلال، نحو: قلَّةٍ وقلال، وإن شئت جعلت الخلال مصدرًا من خاللت خلالاً نحو: قاتلت قتالاً، قال امرؤ القيس:

  صرفت الهوى عنهن من خشية الردى ... ولست بمقلي الخلال ولا قالي

  والتسخير: التذليل، وهو أن تجعل الشيء مهيّأً لما تحتاج إليه من جهته، سخره تسخيرًا.

  والدؤوب: مرور الشيء في العمل على عادة جارية فيه، دأب يدأب دأبًا ودؤوبًا فهو دائب، ومنه: الدأب العادة، قال الشاعر:

  فهذا دأبه أبدًا ودأبي

  والسماء معروف، وكل ما علا فهو سماء، ويقال للرجل: سما على الناس، أي: علا عليهم.

  والفلك: السفينة.