التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال 31 الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار 32 وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار 33 وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار 34}

صفحة 3875 - الجزء 5

  · الإعراب: يقال: ما موضع: {يُقِيمُوا} من الإعراب؟

  قلنا: جزم من ثلاثة أوجه:

  أولها: جواب الأمر، وهو قوله: {قُلْ}.

  وثانيها: بمحذوف، بتقدير: قل لهم يقيموا.

  وثالثها: حذف لام الأمر؛ لأن (قل) دليل عليه، بمعنى ليقيموا، نحو: قل له يضرب زيدًا، عن الزجاج.

  وقوله: {دَائِبَيْنِ} ولم يقل: دائبتين وإن كانت الشمس مؤنثة لوجهين:

  قيل: غلب المذكر على المؤنث.

  وقيل: لأن تأنيث الشمس غير حقيقي.

  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: {قُل لِّعِبَادِيَ} بما قبله؟

  قلنا: لما تقدم قوله: {قُل تَمَتَّعوُا} وعيدًا للكفار أمر المؤمنين بما يوجب النعيم الدائم، عن القاضي.

  وقيل: لما تقدم الوعيد عقبه بالوعد على العادة الجارية في القرآن، عن أبي مسلم.

  ويقال: كيف يتصل قوله: «اللَّهُ الذي سخر» بما قبله؟

  قلنا: يتصل بقوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} فلما ذكر ما عليه من اتخاذ الأنداد بين بعده أن الواجب أن يعبد ويدعى إلهًا هو الذي خلق وسخر.