التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون 37 ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء 38 الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء 39 رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء 40 ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب 41}

صفحة 3885 - الجزء 5

  وحكى الأصم عن بعضهم «وَلِوَلَدَيَّ» بغير ألف يعني: إسماعيل وإسحاق، وقال: لا يحل قراءته لأنه خلاف الشائع المستفيض.

  · اللغة: الإسكان من السكنى وهو اتخاذ مأوى لصاحبه يسكن إليه متى شاء، أسكنه الدار والبلد إذا جعل ذلك مأوى له.

  والذرية: جماعة الولد، أخذ من الذر تشبيهًا بها في الصغر، وقيل: من ذرأ اللَّه الخلق إذ أظهرهم بالإيجاد.

  والمحرم: الذي حرم فيه ما أحل في غيره.

  والأفئدة: موضع القلب، أحدها: فؤاد، وقيل: هو البطون على ما حكي عن المؤرج.

  والهوي: النزول، وتهوي تهبط، عن أبي مسلم. وقيل: تهوي تريد، يقال: فلان يهوي نحوك أي: يريد أن يأتيك، عن أبي القاسم، ومنه: الهوى - مقصور - المحبة.

  والهبة: عطية تمليك من غير معاوضة، وهب فهو واهب.

  والتقبل: القبول بإيجاب الجزاء.

  · الإعراب: يقال: أين مفعول «أَسْكَنْتُ»؟

  قلنا: قيل: محذوف تقديره: من ذريتي أناسًا، عن أبي القاسم. وقيل: ولدًا، ويحتمل عن إبراهيم #.