قوله تعالى: {وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال 46 فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام 47}
  · الإعراب: في (ضياء القلوب): أضاف المخلف إلى الوعيد، فخفضه، ونصب الرسل بانقطاع الفعل الذي يليه، ونصب الباقي كقولك: هو كاسي الثوب عبد اللَّه، قال الفراء: (مخلف) يتعدى إلى مفعولين، يقال: أخلفت زيدا وعده، قال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ}[آل عمران: ١٥٢] قال الأخفش: وكان الوجه مخلفًا وعده فحذف التنوين، وأضاف.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ} في قصة نمرود بن كنعان، عن علي #، وابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير.
  وقيل: نزلت في مشركي العرب الَّذِينَ أدركوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ومكروا به على ما قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا}[الأنفال: ٣٠] عن الحسن، والأصم.
  وقيل: في الأمم الَّذِينَ مكروا بالرسل، عن أبي علي، وأبي مسلم.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما كان من الكفار من المكر، وما دفع اللَّه من الرسل وأهلك أعداءهم تسلية للنبي ÷، فقال سبحانه: «وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ» قيل: احتالوا ودبروا بجميع ما كان عندهم، واختلفوا، فقيل: هم كفار قريش دبروا في أمر النبي صلى اللَّه