قوله تعالى: {الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين 1 ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين 2 ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون 3}
  وهو قراءة الحسن، وهما لغتان، قال أبو حاتم: أهل الحجاز يخففون (ربما)، وقيس وبكر وتميم يثقلونها.
  · اللغة: اللَّهو معروف وهو ضد الجد، وكل شيء شغلك فقد ألهاك، و «لهوت» من «اللَّهو»، و «لهيت» عنه شغلت عنه.
  والأمل: الرجاء، أملت الشيء فهو مأمول.
  رُبَّ: أصله مشددة، وهو كلمة تذكر ويراد بها التقليل، (رُبَّ) حرف وصلت به (ما)، عن الزجاج. وإنما دخلت على (رُبَّ) ليتكلم بالفعل بعده.
  والتمتع: التلذذ، وهو طلب اللذة حالاً بعد حال، فهو كالتقرب في أنه طلب القرب حالاً بعد حال.
  · الإعراب: قوله: «وقرآنٍ» عطف على الكتاب، وإنما عطف عليه لاختلاف اللفظين كقوله:
  يَنْأَ عَنِّي وَيَبْعُدِ
  وقيل: لاختلاف فائدة اللفظين، وإن كانا لموصوف واحد، لأن الكتاب يفيد أنه يكتب، والقرآن يفيد أنه يجمع بعض حروفه إلى بعض، قال الشاعر:
  إِلَى الملِكِ القَرْم وَابْنِ الهُمَامِ ... وَلَيْثِ الكَتِيبَةِ فِي الْمُزْدَحَمْ
  «ذَرْهُمْ» تهديد وليس بأمر، و «يَأْكُلُوا» جواب فلذلك جزم.