التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين 1 ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين 2 ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون 3}

صفحة 3919 - الجزء 6

  · المعنى: قد تقدم الكلام في هذه الحروف وما قيل فيه، وأن الاختيار وقع على ثلاثة:

  أحدها: أنه اسم للسورة، ومفاتيح لها، كما روي عن الحسن، وقتادة، وأبي علي.

  وقول ابن عباس: إنها حروف من أسماء اللَّه تعالى، قالوا: أنا اللَّه أرى.

  وقول أبي مسلم: أنها إشارة إلى إعجاز القرآن، ولذلك عقبها في جميع المواضع بذكر القرآن، يعني أنه من هذه الحروف، وبها يتكلمون، فإذا عجزتم عن ذلك فاعلموا أنه معجز، وهو كلام اللَّه تعالى.

  «تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ» قيل: أراد بالكتاب التوراة والإنجيل، عن مجاهد. وقيل:

  الكتب التي كانت قبل القرآن، عن قتادة. وقيل: المراد به القرآن، عن ابن عباس، والحسن، والأصم. وقيل: تلك الآيات التي أخبرت أني أنزلها على الرسول هي آيات كتاب مبين، عن أبي علي، وقيل: تلك إشارة إلى السورة «وَقُرْآنٍ مُبِينٍ» أي: يبين الحق من الباطل، ويبين الأحكام. وقيل: المبين الواضح، عن أبي مسلم. فوصف القرآن بأربع صفات:

  آيات: من حيث هو حجة يستدل بها على الأحكام. ويحتج بها في الديانات.

  وكتاب: من حيث جمع ودون، وينتفع به على الأزمان.

  وقرآن: من حيث قرن بعضه إلى بعض على رتبة عالية في الفصاحة وحسن المعاني، وصار معجزة ومبيناً، بانَ من لفظ كثير من المعاني.