التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين 10 وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون 11 كذلك نسلكه في قلوب المجرمين 12 لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين 13 ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون 14 لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون 15}

صفحة 3931 - الجزء 6

  السماء وهم يشاهدون ذلك، عن الحسن، والأصم، وأبي علي، وأبي مسلم. «لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا» يعني هَؤُلَاءِ الكفار قالوا عند مشاهدة ذلك، عن الحسن. و «سُكِّرَتْ أَبْصَارُنا»، قيل: سدت، عن مجاهد، والضحاك، وابن كثير. وقيل: أغشيت، عن ابن عباس، والكلبي، وأبي عمرو، وأبي عبيدة. وقيل: خيلت، ومعنى السكر التخييل الفاسد أي: لقالوا: هذا يخيل إلينا من غير أن يكون له حقيقة كما يخيل إلى السكران، عن الأصم، وأبي مسلم. وقيل: سحرت، عن الحسن، وقيل: أخذت، عن قتادة. وقيل: عميت، عن الكسائي. وقيل: تحيرت وسكنت عن أن تنظر، كما يقال: سكرت الريح سكنت، عن الزجاج. وقيل: سكرت حبست ومنعت عن أن تنظر على حقيقة، وأما التخفيف فقيل: سحرت، «بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ» قيل: مخدوعون، عن أبي علي، وأبي مسلم. وقيل: سحرنا محمد فلا ننظر على ما يذهب إليه العوام.

  ومتى قيل: كيف يجوز على الجماعة الكثيرة أن يشاهدوا الملائكة مع عظم هذا الأمر أن يكونوا يشكون فيما عاينوا؟

  فجوابنا أنه تعالى لم يصفهم بالشك فيما عاينوا، وإنما وصفهم بأنهم يقولون ذلك، ومثل ذلك يجوز، ويكونون معاندين، ويصح العناد على جماعة إذا جمعهم أمر من مواطأة أو غيرها على أن هذا حكاية عن قوم مخصوصين سألوا عن إنزال الملائكة، وهم الرؤساء، وفي عددهم قلة.

  · الأحكام: تدل الآية على أن الموصوفين فيها كانوا معاندين.