قوله تعالى: {وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون 23 ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين 24 وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم 25}
  نميتهم للبعث والجزاء، عن أبي علي. وقيل: نحيي الأرض بالنبات بعد موتها، كذلك نحييكم بعد الموت، عن الحسن. قال القاضي: وهو مجاز والأول هو الحقيقة فكان أولى «وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ» قيل: لأن جميع أملاك الخلق تزول، ولا يملك أحد سواه، تشبيهاً بانتقال الملك عن الميت إلى الوارث «وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ» قيل: من مضى ومن بقي، عن قتادة، ومجاهد، والضحاك، وابن زيد. لأنه لو لم يعلم ذلك لما صح الحشر، وقيل: أول الخلق وآخره، عن الشعبي. وقيل: المتقدمين في الخيرات والمثبطين عنها، عن الحسن. وفيه حث على الخير، وقيل: من تقدم موته ومن تأخر، والعمر القصير والعمر الطويل، عن أبي علي. وقيل: المستقدمين في صفوف الصلاة والمستأخرين، عن ابن عباس. وقيل: المصلي في أول الوقت والمصلي في آخره، عن الأوزاعي. وقيل: هو في صف القتال، عن مقاتل. وقيل: من أسلم ومن لم يسلم، عن ابن عيينة. وقيل: علمنا الكفار الَّذِينَ أهلكوا بالاستئصال والمستأخرين الَّذِينَ يستمرون على كفرهم، عن الأصم. وقيل: من خلق ومن لم يخلق، عن عكرمة. وقيل: من تقدم في الفضل والسبق ومن تأخر «وَإِنَّ رَبَّكَ» يا محمد أو أيها السامع «هُوَ يَحْشُرُهُمْ» أي: يجمعهم إلى يوم القيامة للمجازاة «إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ» يعني عليم بمقادير الأعمال والجزاء، الحكيم في فعلها لا يتعدى. الصواب.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى يحيي ويميت، ويحشر للجزاء.
  وتدل على أنه المختص بالقدرة عليها.
  ويدل قوله: {وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} على أنه لا يبقى حي سواه ولا مالك.