التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون 26 والجان خلقناه من قبل من نار السموم 27 وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون 28 فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين 29 فسجد الملائكة كلهم أجمعون 30}

صفحة 3946 - الجزء 6

  وَالْجَانّ من الجن، وسموا جناً لاستتارهم عن العيون، ومنه: الجنون والجنين والجنان والجَنة والجِنة والجُنة.

  والسموم: الريح الحارة أخذ من دخولها بلفظها في مسام البدن، ومنه: السم القاتل، يقال: سم يومنا يسم سموماً إذا هبت به ريح السموم.

  والتسوية: جعل كل واحد من الشيئين على مقدار الآخر، ثم يسوى بين الشيئين في الصورة كما يسوى بين بني آدم في الصورة الإنسانية، وقد يسوى في الحكم وغير ذلك.

  والنفخ: إجراء الريح في الشيء، نفخ ينفخ نفخاً.

  · الإعراب: (قبل) و (بعد) مبنيان عند الانفراد، فإذا أضيفا أعربا، قال اللَّه تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}⁣[الروم: ٤]، وقال: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى}⁣[هود: ١٧، الأحقاف: ١٢].

  وإنسان تصغيره: أنيسان، قيل: أخذ من النسيان، وأصله أنيسان على وزن أفعلان، فأسقطت الياء منه لكثرة جبريانه على الألسن، فإذا صغرت ردت إلى الأصل، ولم تحذف الياء لأنه لا يكثر استعماله، وقيل: سمي بذلك لظهوره، وإدراك البصر إياه، وإليه ذهب نحاة البصرة، ووزنه فعلان فزيدت الياء في التصغير، كما زيد في تصغير راجل، فيقال رويجل.

  · المعنى: لما تقدم ذكر الإحياء والإماتة والنشأة الثانية أتبعه ببيان النشأة الأولى من خلق