التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين 31 قال ياإبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين 32 قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون 33 قال فاخرج منها فإنك رجيم 34 وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين 35}

صفحة 3951 - الجزء 6

  يعني إن رجعت إلى السماء رجمت بمثل الشهب التي رجم بها الشياطين، عن أبي علي، وقيل: مبعد من الخير طريد عن الجنة، عن أبي علي «وَإنَّ عَلَيكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدّينِ» أي: يوم الجزاء والحساب وهو يوم القيامة، قيل: أراد يلعنك أهل السماء وأهل الأرض إلى يوم القيامة، قيل: أراد أن عقوبته التي هي الإبعاد عليه أبداً، وقيل: هي بيان أنه لا يؤمن قط.

  · الأحكام: تدل الآية أن جميع الملائكة سجدوا، وأن إبليس لم يسجد، فقول من يقول كانت ملائكة فأحرقت، وخلق ثانياً، فأطاعت غير إبليس لا وجه له على ما ذكره ابن جرير.

  وتدل على أن جميع الملائكة أمروا بالسجود، لأنه عم فيبطل ما روى عن بعضهم أنه أمر بها ملائكة السماء الدنيا فقط، أو الملائكة التي كانت في الأرض مع إبليس على ما حكاه الأصم.

  وتدل على أن الفضل ليس بالخلقة.

  وتدل على أن إبليس كفر، وقيل: إنه كفر بوجوه:

  منها: أنه لم ير لأمر اللَّه وإيجابه وجه الحسن والوجوب.

  ومنها: أنه ترك أمره تكبرًا ورداً.

  ومنها: أنه كفر بآدم وفضله مع كونه نبياً.

  ومنها: أنه لم يعلم أن الفضل لا يتعلق بالخلقة وكذلك التكليف.

  وتدل على أنه يلعن إلى يوم الدين.