التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون 36 قال فإنك من المنظرين 37 إلى يوم الوقت المعلوم 38 قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين 39 إلا عبادك منهم المخلصين 40 قال هذا صراط علي مستقيم 41}

صفحة 3953 - الجزء 6

  · اللغة: الإنظار: الإمهال وهو التأخير.

  والإغواء: الدعاء إلى الغي، وخلافه الإرشاد: الدعاء إلى الرشد، وقد يكون الإغواء بالحكم ذماً، والإغواء: الإضلال، وهو التحبيب ومنع الخير.

  والغي الخيبة، قال الشاعر:

  وَمَنْ يَغْوَ لاَ يَعْدَمْ عَلَى الغَيِّ لاَئما

  أي: من خاب لامه الناس على خيبته.

  والإخلاص: إفراد الشيء عما يشوبه من غيره. والصراط: الطريق.

  · الإعراب: الباء في قوله: {بِمَاَ أَغوَتنَنِى} قيل: للقسم كقوله: (تالله لأغوينهم) وقيل: بخيبتي لأغوينهم كأنها سبب لإغوائهم كقولهم: بمعصيته دخل النار.

  و (ما) مع الفعل بمنزلة المصدر كقولهم: ما أعطيتني قليل، أي: عطاؤك، وكقوله: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ٥}⁣[الشمس] أي: وبناها.

  «إِلَّا عِبَادَكَ» نصب على الاستثناء. و «صِرَاطٌ» رفع لأنه خبر الابتداء و «مُسْتَقِيمٌ» نعته.

  وقوله: «عليَّ» كقولهم: الطريق علي أنا القائم به والحافظ له، وعلى القراءة الأخرى من نعت (الصراط) كقولك: صراطٌ عالٍ مستقيمٌ.