قوله تعالى: {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون 36 قال فإنك من المنظرين 37 إلى يوم الوقت المعلوم 38 قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين 39 إلا عبادك منهم المخلصين 40 قال هذا صراط علي مستقيم 41}
  · المعنى: ثم بين تعالى ما سأل إبليس عند إياسه من الآخرة، فقال سبحانه: {رَبِّ فَأَنْظِرْنِي} أي: أمهلني وأخرني، وله تعلق بما تقدم، فكأنه قال: إذ جعلتني رجيماً فأنظرني طلباً للبقاء في الدنيا «إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ» قيل: إلى يوم القيامة يبعث اللَّه الخلق للجزاء، «قَالَ» تعالى «فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْطرِينَ، إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ» قيل: إلى يوم القيامة، عن الحسن، وأبي علي، وأبي مسلم. وقيل: النفخة الأولى حين يموت الخلق كلهم، عن ابن عباس. وقيل: إلى وقت فنائك وعذابك دون يوم القيامة، عن الأصم.
  وقيل: الوقت الذي يعلمه ولا يعلمه إبليس فأبهم ولم يبين، لأن في البيان إغراء بالمعصية، عن أبي القاسم.
  ومتى قيل: هل أجاب دعاءه؟
  فجوابنا: لا، لأن في إجابة دعائه تعظيم له، عن أبي علي. وقيل: يجوز استصلاحاً ولطفاً، عن أبي بكر أحمد بن علي.
  ومتى قيل: كيف أعلمه أنه يبقيه وفيه إغراء بالمعصية؟
  فجوابنا: من حمله على وقت مبهم فلا سؤال عليه، ومن حمله على يوم القيامة فإذا كان غير معلوم متى يكون وقد كتم أمره عن العباد لم يكن وقت موته أيضاً معلوماً فلا إغراء فيه.
  ومتى قيل: في إعلامه أنه يبقى ملعوناً إغراء.
  فجوابنا: متى علم أنه ينصرف عن الدين لوجوه من الدواعي فلا مفسدة في إعلامه.