التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين 42 وإن جهنم لموعدهم أجمعين 43 لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم 44}

صفحة 3957 - الجزء 6

  · المعنى: لما استثنى المخلصين بيّن تعالى حالهم، فقال سبحانه: «إِن عبادي» أضافهم إلى نفسه تشريفاً لهم «لَيسَ لَكَ عَلَيهِمْ سُلْطَانٌ» أي: قوة «إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ» قيل: لا تقدر على ضرهم، وإنما لحقهم الضرر باتباعهم إياك وقبولهم منك، عن الحسن، وأبي علي. وعلى هذا الاستثناء لا يكون حقيقة لكنه منقطع، وقيل: المراد لكن من اتبعك جعل لك على نفسه سلطاناً، وقيل: ليس لك عليهم حجة، بل حجة اللَّه في دينه ظاهرة، لكن من اتبعك يلتزم باتباعك ما لا تقتضيه الحجة، وقيل: لا حجة لك ولا شبهة وإنما مرادك الإغواء، عن الأصم. وقيل: لا يمكنك إلا الوسوسة، وهي لا تؤثر إلا فيمن اتبعك، ولا سلطان لك سواه، والغاوي: الضال الهالك «وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ» يعني موعد الغاوين «أَجْمَعِينَ»، «لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ» قيل سبع درجات، عن الحسن. وقيل: سبع منازل، عن الزجاج. وقيل: سبع موارد، عن الأصم. وقيل: سبعة أبواب ينفرد بعضها عن بعض، باب لليهود، وباب للنصارى، وباب للمجوس، وباب للصابئين، وباب لعبدة الأوثان، وباب للمنافقين، وباب للفساق، عن الحسن، والضحاك، والأصم، وأبي مسلم. وقيل: سبعة أبواب، وأنها أطباق بعضها فوق بعض، عن علي #، وعكرمة، ومجاهد، وأبي علي. وقيل: أولها جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم سقر، ثم السعير، ثم الجحيم، ثم الهاوية، عن ابن جريج. «لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ» أي: من الغاوين «جُزْءٌ مَقْسُومٌ» قيل: نصيب معروف، عن ابن عباس. وقيل: جزّأ اللَّه جهنم فقسمها أجزاء بينهم، عن الحسن. وقيل: لكل باب نصيب من الأولين والآخرين معذبون فيها على قدر ذنوبهم، عن الأصم، وأبي علي.

  · الأحكام: تدل الآية على أنه لا سبيل للشيطان على الآدميين، فيبطل قول من يقول: إنه