التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون 117}

صفحة 564 - الجزء 1

  وتدل على أن المِلْكَ والولادة لا يجتمعان؛ فلذلك نفى الولد بإثبات المِلْكِ، ولا خلاف أن من مَلَكَ أباه أو ولده يعتق عليه، واختلفوا في الرحم، فقال أبو حنيفة: يعتق، وقال الشافعي: يعتق إلا من له ولاية.

قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ١١٧}

  · القراءة: قرأ ابن عامر: «كُن فَيَكُونَ» بالنصب كل القرآن إلا في موضعين في آل عمران:

  {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٥٩ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ٦٠} وفي الأنعام: {كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} فإنه رفعهما. وعن الكسائي بالنصب في النحل ويس، ورفع سائر القرآن، وقرأ الباقون بالرفع كل القرآن.

  · اللغة: الابتداع والاختراع والإنشاء نظائر، ونقيض الابتداع الاحتذاء على مِثَالٍ، يقال: ابتدعت الشيء، وأَبْدَعْتُهُ أنشأته.

  والقضاء والحكم نظائر، وأصل القضاء: الفصل، ومنه انقضى الشيء إذا انفصل وتم، ثم ينصرف على وجوه:

  منها: الخلق كقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}.

  ومنها: الأمر كقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}.

  ومنها: الإخبار والإعلام كقوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}.

  منها: قضى القاضي بين الخصمين أي: فصل الأمر.

  و (كن): أمر من قولهم: كان يكون، وأصله: كُون فحذفت الواو فصار: كن.