قوله تعالى: {بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون 117}
  وتدل على أن المِلْكَ والولادة لا يجتمعان؛ فلذلك نفى الولد بإثبات المِلْكِ، ولا خلاف أن من مَلَكَ أباه أو ولده يعتق عليه، واختلفوا في الرحم، فقال أبو حنيفة: يعتق، وقال الشافعي: يعتق إلا من له ولاية.
قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ١١٧}
  · القراءة: قرأ ابن عامر: «كُن فَيَكُونَ» بالنصب كل القرآن إلا في موضعين في آل عمران:
  {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٥٩ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ٦٠} وفي الأنعام: {كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} فإنه رفعهما. وعن الكسائي بالنصب في النحل ويس، ورفع سائر القرآن، وقرأ الباقون بالرفع كل القرآن.
  · اللغة: الابتداع والاختراع والإنشاء نظائر، ونقيض الابتداع الاحتذاء على مِثَالٍ، يقال: ابتدعت الشيء، وأَبْدَعْتُهُ أنشأته.
  والقضاء والحكم نظائر، وأصل القضاء: الفصل، ومنه انقضى الشيء إذا انفصل وتم، ثم ينصرف على وجوه:
  منها: الخلق كقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}.
  ومنها: الأمر كقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}.
  ومنها: الإخبار والإعلام كقوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}.
  منها: قضى القاضي بين الخصمين أي: فصل الأمر.
  و (كن): أمر من قولهم: كان يكون، وأصله: كُون فحذفت الواو فصار: كن.