قوله تعالى: {قال فما خطبكم أيها المرسلون 57 قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين 58 إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين 59 إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين 60 فلما جاء آل لوط المرسلون 61 قال إنكم قوم منكرون 62 قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون 63 وأتيناك بالحق وإنا لصادقون 64 فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون 65 وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين 66}
  قيل: لا ينظروا وراءهم، ولا يعاينوا العذاب فيلحقهم رعب، عن الحسن، والأصم، وأبي مسلم. وقيل: لا يشغلن أحداً منكم ما يخلفه من متاع أو غيره عن المضي، كأنه قال: لا يعرج على شيء ويسرع في الذهاب «وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ» قيل: إلى الشام، عن السدي. وقيل: إلى مصر، عن مقاتل. وقيل: إلى الموضع المأمور به «وَقَضَيْنَا» أي: أعلمنا وأوحينا، عن الحسن، والأصم، وابن زيد، وأبي علي، وأبي مسلم. «إِلَيهِ» إلى لوط «ذَلِكَ الأَمْرَ».
  ثُمَّ فسر ذلك الأمر، فقال سبحانه: «أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ» أي: يقطع أصلهم بالاستئصال، فلا يبقى منهم باقية، وقيل: يهلكهم مصبحين أي: كائن ذلك عند الصباح.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه ينجي المؤمنين ويهلك الكافرين، وأن ذلك جزاء خلاف ما تقوله الْمُجْبِرَة.
  وتدل أن القدر يستعمل بمعنى العلم والكتابة، لذلك قال: {قَدَّرْنَا إِنَّهَا} وكذلك القضاء خلاف ما يقولون أنه بمعنى الخلق فقط.
  ويدل قوله: «إلا امرأته» على جواز الاستثناء.
  ويدل قوله: {حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} أن الرسل تعين لهم الموضع المقصود.
  وتدل على أن هلاكهم وقت الصبح.