التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وجاء أهل المدينة يستبشرون 67 قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون 68 واتقوا الله ولا تخزون 69 قالوا أولم ننهك عن العالمين 70 قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين 71 لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون 72 فأخذتهم الصيحة مشرقين 73 فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل 74 إن في ذلك لآيات للمتوسمين 75 وإنها لبسبيل مقيم 76 إن في ذلك لآية للمؤمنين 77}

صفحة 3972 - الجزء 6

  وقيل: المراد بالصيحة العذاب الذي نزل بهم، عن ابن عباس، وابن جريج، وأبي علي، وأبي مسلم، والأصم. قال الأصم: سمي بذلك لسرعته، وقال أبو مسلم: هو صيحة العذاب، وقال ابن. جريج: الصاعقة «مُشْرِقِينَ» أي: حين شرقت الشمس، أي: طلعت، ومشرقين أي: داخلين في الشروق، عن ابن زيد، وجماعة المفسرين. «فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً» قيل: أفطرنا على المقيمين، عن الحسن، وأبي علي. «مِنْ سِجّيلٍ» قيل: من طين وحجارة، عن ابن عباس، وأبي علي، وأبي مسلم. وقيل: هي الحجارة المعدة عند اللَّه لهلاك الكفار سمي بذلك، وأضله سجين، أبدلت النون لاماً، وقيل: هو من السجل، لأنه كان عليها أمثال. الخواتم، وشاهده قوله تعالى: {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ}⁣[هود: ٨٣، الذريات: ٣٤]، وقيل: إنه عربي، وقيل: معرب، فأما من يقول: إنه فارسي، فقوله فاسد، لأنه ليس في القرآن إلا لغة العرب ولأنه ليس في لغة الفرس سجيل، وقول الأصم أنه أضاف الحجارة إلى ما كان معلوماً وليست من لغة العرب، ليس بشيء، ولأنه لو كان كذلك لكانوا يقولون: كيف يقول: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ}⁣[الشعراء: ١٩٥] وهذا فارسي، «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ» أي: علامات وحجج «لِلْمُتَوَسِّمِينَ» أصله الناظر في السمة وهي العلامة، وقيل: للمتفكرين، عن ابن عباس، والحسن، والأصم، وابن زيد، ومقاتل. يعني تفكروا فعلموا أنه قادر على ما يشاء. وعلى إهلاكهم كما أهلك الكفار قبلهم، وقيل: المستدلين، عن أبي علي. وقيل: المتفرسين، عن مجاهد. وقيل: الناظرين، عن الضحاك. وقيل: المعتبرين، عن قتادة. «وَإنَّهَا» يعني: من