قوله تعالى: {وجاء أهل المدينة يستبشرون 67 قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون 68 واتقوا الله ولا تخزون 69 قالوا أولم ننهك عن العالمين 70 قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين 71 لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون 72 فأخذتهم الصيحة مشرقين 73 فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل 74 إن في ذلك لآيات للمتوسمين 75 وإنها لبسبيل مقيم 76 إن في ذلك لآية للمؤمنين 77}
  هَؤُلَاءِ بَنَاتِي» يعني: إن لم تشفعوني في أضيافي فهَؤُلَاءِ بناتي، وقيل: أراد بناته لصلبه يعني بناتي فتزوجوهن إن كان لكم رغبة في التزويج، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة. «إِنْ كنْتُمْ فاعلِينَ» كناية عن النكاح إن كنتم متزوجين، قيل: قال ذلك للرؤساء الَّذِينَ يكفون الأتباع، عن أبي علي. قالوا: وكان يجوز تزويج المؤمنة من الكافر يومئذ وفي صدر شريعتنا، ثم حرم، عن الحسن وأبي علي. وقيل: أراد إن كنتم تسلمون فيحل لي تزويج بناتي منكم، عن الأصم، وأبي مسلم. قال الأصم: وكان سادتهم تخطب إليه بناته فلا يزوجهم إلا أن يسلموا، فطمع في إسلامهم، وقيل: أراد نساء أمته، فهم كبناته في الحكم، عن الزجاج. والأول أصح لأنه الحقيقة، ولا مانع من حمله عليه «لَعَمْرُكَ» قيل: إنه قسم على هذا الحد من غير إضافة، كما يقول الرجل: لعمري ولعمرك، عن الأصم، والأكثر على أن المراد به الرسول، أقسم بذكره تشريفاً له وتعظيماً، أي: لحياتك، عن ابن عباس، والأعمش، والزجاج. وإذا كان العمر الحياة فلا بد أن يكون مضافاً إلى أجداثهم، قيل: هم جميع العصاة، وقيل: هم قوم لوط قبل أن أهلكو «لَفِي سَكْرَتِهِمْ» قيل: في جهلهم، عن ابن عباس، وأبي علي. وقيل: في حياتهم، عن الحسن. يعني فيما تعاطوه من الفاحشة، وقيل: في سكرة الموت، عن الأصم. وقيل: في غفلتهم، عن الأعمش، وأبي مسلم. «يَعْمَهُونَ» قيل: يترددون، عن مجاهد. وقيل: يتمارون، عن ابن عباس.
  وقيل: يتحيرون، عن الزجاج. «فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيحَةُ» قيل: صاح بهم جبريل صيحة عظيمة ثم خسف بهم الأرض، وقيل: جاءهم صوت عظيم من جهة اللَّه تعالى، وقيل: صاح بهم جبريل صيحة لم يبق ذو روح إلا خر لوجهه، ثم قلب الأرض،