التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين 80 وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين 81 وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين 82 فأخذتهم الصيحة مصبحين 83 فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون 84}

صفحة 3976 - الجزء 6

  على السفيه والصبي من التصرف، ومنه: الحِجْر، لأنه يمنع من التصرف فيه، وحجرة القوم ناحية دارهم لأنهم يمنعون منها، والحِجْر الحرام للمنع منه، والحِجْرة معروفة، والحِجْر القرابة، والحِجْر موضع ثمود من ذلك، والحِجْر حجر الإنسان من ذلك.

  والنحت: قلع جزء بعد جزء من الجسم، نحت ينحت نحتاً، فهو ناحت ونحات.

  الصيحة: الصوت، والصيحة: الهلاك، قال شيخنا أبو القاسم: يقال: صيح بهم إذا هلكوا، قال الشاعر:

  صَاحَ الزَّمَانُ بِآلِ بَرْمَكَ صَيْحَةً ... خَرُّوا لِشِدَّتِهَا عَلَى الأذقَانِ

  ويقال: أصبحنا: دخلنا في وقت الصباح، وأمسينا: دخلنا في وقت المساء.

  · الإعراب: «مصبحين» نصب على الحال، وأضافهم إلى الحِجْر لأنهم سكانها، وكسر لأنه مضاف إليهم.

  · المعنى: ثم بين تعالى ما أنزله بقوم صالح، فقال سبحانه: «وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْر» يعني قوم صالح، فنسبهم إلى مكانهم، وسماهم أصحاب لملازمتهم إياه، كما قال أصحاب الجنة وأصحاب النار، و (الحِجْر) قيل: مدينة ثمود قوم صالح، عن ابن شهاب. وقيل: الحِجْر الوادي، عن قتادة، والزجاج، والأصم، وأبي مسلم.

  وقيل: هي بين المدينة والشام «الْمُرْسَلِينَ» أي: كذبوا الرسل، وإنما وصفوا بذلك وإن كان صالحاً، لأن في تكذيبه تكذيب الرسل، فكذبوا الكل، وقيل: بعث اللَّه إليهم