التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم 87 لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين 88 وقل إني أنا النذير المبين 89}

صفحة 3982 - الجزء 6

  ذكرت تفخيماً وإن كانت من القرآن كقوله: (ملائكة وجبريل، والصلاة الوسطى).

  فأما من قال: هي السبع الطوال، قيل: لأنه تثنى فيه الأمثال والقصص والفرائض.

  وقيل: تثنى فيها الوعد والوعيد.

  وقيل: لأن فيها الثناء على اللَّه بعد الثناء، و (مِن) صلة.

  وأما من قال: القرآن كله، قال: لأنه تثنى فيه الأمثال والحكم والأوامر والنواهي والقصص والأخبار.

  وقيل: تقديره: آتيناك سبعاً هي القرآن، وذكر القرآن تفخيماً، كقول الشاعر:

  إِلَى الملِكِ القَرْم وَابْنِ الهُمَامِ ... وَلَيْثِ الكَتِيبَةِ فِي الْمُزْدَحَمْ

  قال القاضي: لا بد في العدد من فائدة، فإما أن يريد سبع آيات، أو سبع سور، أو سبعة أجزاء، ويبعد أن يريد كل القرآن من حيث أضاف إليه، وفصل بينهما.

  «وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ» لأنه معجز، ويتضمن جميع ما يحتاج إليه من، أمور الدين بأوجز لفظ وأفصحه، وأحسن نظم ومعنى {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} قيل: أي: لا تنظر إلى ما في أيديهم من النعم، فما أنعم عليك وعلى من تبعك أكثر وهو النبوة والإسلام والقرآن والفتوح وغيره، وقيل: لا يعظم في عينيك ما في أيديهم، وقيل: لا ترغب في الدنيا، ولا تغتر بها كما اغتر بها هَؤُلَاءِ الكفار،