قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم 87 لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين 88 وقل إني أنا النذير المبين 89}
  فقد خصك اللَّه ومن تبعك بالآخرة، وهي خير وأبقى، وقيل: لا تحسدن أحداً على ما أوتي من الدنيا، ولا يجوز في صفته ÷ الحسد، لأنه قبيح، إلا أن يحمل على أنه أراد غيره «إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ» أي: أعطينا ما ينتفعون به «أَزْوَاجًا» قيل: أصنافاً وألواناً، عن الأصم. وقيل: أفراداً وآحادًا من المال والولد، عن ابن عباس، وأبي مسلم. قال أبو مسلم: وذكر الأزواج وأراد به الأفراد، وقيل: الأزواج الأمثال والأشباه، عن مجاهد. وقيل: أمثالاً في النعم «وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيهِمْ» أي: لا تغتم علي ما فاتك مما في أيديهم فالمدخر لك أعظم، عن أبي علي. وقيل: لا تحزن على الكفار إذا كذبوك فإنهم لا يضرونك، عن الأصم، وأبي مسلم. «وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ» هذا توسع أي: أن جانبك للمؤمنين وتواضع لهم وارفق بهم «وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ» أي: المخوف بالعقاب، مبين الأحكام وما فيه نجاتهم، قيل: معناه لا أدعي درجة سوى النبوة بل أنا نبي أنذركم وأبين لكم.
  · الأحكام: تدل الآية على عظيم نعمة اللَّه تعالى بالقرآن، وروي عن النبي ÷: «من أوتي القرآن فرأى أن أحداً من الناس أوتي أفضل منه فقد استصغر عظيماً واستعظم صغيرًا».
  وتدل على جواز عطف البعض على الكل، عن أبي علي.
  وتدل على أنه لا ينبغي أن يتلهف على فوت الدنيا متى تكامل أمر دينه.
  وتدل على حسن التواضع وقبح الكبر.
  وتدل على أنَّ للعبد فعلاً ليصح الإنذار.
  وتدل على أنه مختار يقدر على الخير والشر.