قوله تعالى: {فوربك لنسألنهم أجمعين 92 عما كانوا يعملون 93 فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين 94 إنا كفيناك المستهزئين 95 الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون 96}
  إلى عينه ومات، وقيل: رماه بورقة خضراء فعمي وجعل يضرب برأسه الجدار حتى هلك، ومر به الأسود بن عبد يغوث، فأشار إلى بطنه فاستسقى بطنه فمات، وقيل: هلك أصابه السموم فصار أسوداً وأتى أهله فلم يعرفوه، ومات وهو يقول: قتلني رب محمد، ومر به الحارث بن الطلاطلة، فأومى إلى رأسه، فامتخط قيحًا فقتله، وعن ابن عباس: أكل حوتاً مالحاً وأصابه العطش فما زال يشرب حتى انقد بطنه فمات. وقيل: هم مشركوا العرب، عن الحسن. وقيل: مردة أهل مكة، عن الأصم.
  ومعنى قوله: «كَفَينَاكَ» أي: سنكفيك «الْمُسْتَهْزِئِينَ» بك وبالقرآن «الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ» أي: يعبدون معه غيره، وقيل: يصفونه بالشريك «فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» ما نزل بهم، وهذا وعيد لهم.
  · الأحكام: تدل الآية على أن كل مكلف مسئول عن عمله، وإنما ذاك سؤال تعظيم المؤمنين وخزي الكافرين لا أنه تعريف، وقيل: ليعلم أهل الحشر أن كل أحد يجازى بعمله، وفيه لطف لنا أيضاً، ثم المؤمن يحاسب حساباً يسيرًا كالعرض فيزيده سرورًا، ويناقش الكافر فيدعو ثبورًا ويصلى سعيرًا، قال الحسن: لم يرض بالخبر حتى أقسم بنفسه أنه يسأل.
  وتدل على وجوب الإبلاغ، والفرق بين الحق والباطل، وإقامة الحجة وإظهارها، فيبطل قول الرافضة: أنه كان يخفي بعضاً ويظهر بعضاً.