قوله تعالى: {فوربك لنسألنهم أجمعين 92 عما كانوا يعملون 93 فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين 94 إنا كفيناك المستهزئين 95 الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون 96}
  وقيل: يسأل عن ذنب نفسه، ولا يسأل عن ذنب غيره.
  وقيل: يسأل المختار دون المضطر.
  «عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ» أي: عن أعمالهم في الدنيا «فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ» أي: أظهر وأعلن غير خائف، عن ابن عباس، وابن جريج، ومجاهد. وقيل: فامض لما أمرت به، عن أبي علي، والأخفش. وقيل: اقض، عن سيبويه. «وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ» أي: لا تقاتلهم، ثم نسخ، عن ابن عباس، والضحاك. وقيل: لا تلتفت إليهم ولا تخف عنهم، عن أبي مسلم، والقاضي. ولا نسخ فيه، وقيل: أعرض عن مجاوبتهم إذا آذوك، عن أبي علي. «إِنَّا كَفَينَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ» أي: كفيناك أمرهم وشرهم، واختلفوا في المستهزئين، قيل: هم خمسة: العاص بن وائل، والحرث بن قيس، والأسود بن المطلب بن الحارث، والوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والأصم، وجماعة. وقيل: كانوا ثمانية رهط، عن محمد بن ثور. والحارث أبوه الطلاطلة، وأمه عيطلة، فلذلك اختلفت الأخبار في انتسابه، وقيل: إن جبريل أتى النبي - صلى اللَّه عليهما - والمستهزئون يطوفون بالبيت، فقام جبريل ورسول اللَّه ÷ إلى جنبه، فمر به الوليد بن المغيرة المخزومي، فأومى جبريل إلى ساقه، فمر بنبال قريش نبلاً، وهو يجر إزاره فتعلقت شظية بإزاوه وخدش رجله ومرض ومات منه، ومر به العاص بن وائل السهمي، فأشار جبريل إلى رجله فنزل شعباً ووطئ شوكة، فدخلت في أخمص رجله، فقال: لدغت، وانتفخت رجله ومات مكانه، ومر به الأسود بن عبد المطلب بن عبد مناف، فأشار