قوله تعالى: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون 1 ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون 2}
  · القراءة: قرأ يعقوب: «يَنزِلُ» بفتح الياء وكسر الزاي، «الْمَلَائِكَةُ» بالرفع، وقرأ أبو جعفر ونافع وعاصم وحمزة الكسائي: «ينزل» بالياء وكسر الزاي وتشديدها «الْمَلَائِكَةَ» بالنصب على المفعول مضاف إلى اللَّه تعالى بأنه أنزلهم، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: «يُنزِلُ» بضم الياء وكسر الزاي وتخفيفه على أصلهم، وهما لغتان: نزل وأنزل، وقرأ أبو بكر عن عاصم: «ينزل -» بضم الياء واللام على ما لم يسم فاعله.
  «يشركون» أكثر القراء بالياء على الحكاية، وقرئ بالتاء على الخطاب.
  · اللغة: الأمر في الأصل هو قول القائل لمن دونه: افعل إذا أراد المأمور به، ثم يستعمل في الشأن والحال كقوله: {وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} وقوله: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} وإنما يقع على كل شيء، كقوله: {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ٤١}.
  قال الشاعر:
  لأمر ما يسود من يسود
  ويستعمل بمعنى الإرادة كقوله: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}[الأحزاب: ٣٨] و {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}[الطلاق: ٣] في معنى قول أبي مسلم.
  والاستعجال: طلب الشيء قبل حينه وذلك مذموم.
  وتعالى: من العلو، ومعناه: تعظم بأعلى صفات المدح عن جواز صفة النقص عليه، والنقص من ثلاثة أوجه: نقص في الصفة، ونقص في الفعل، ونقص في العدد.