التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون 1 ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون 2}

صفحة 3995 - الجزء 6

  أمَّا الأول: فالنقص في الصفة، وذلك على وجوه:

  منها: صفة يكون إثباته مدحاً، ونفيه نقصاً، ككونه عالماً وقادرًا.

  ومنها: ما يكون إثباته في حال نقصاً، وفي حال مدحاً، ككونه مدركاً ومريداً.

  ومنها: صفات تكون للقديم تعالى نقصاً ولغيره لا تكون نقصاً، ككونه جسماً ونحوه.

  وأما الثاني: فالنقص في الفعل على وجوه:

  منها: ما يكون فعله مدحاً وتركه ذماً كالواجبات.

  ومنها: ما يكون فعله ذماً وتركه مدحاً كالقبائح.

  ومنها: ما يستوي فعله وتركه في الحسن، إلا أن لإحدى الوجهين مزية كالإحسان.

  وأما النقص في العدد في إثبات الوحدانية مدح، وإثبات ثان أو ولد أو صاحبة نقص، وقوله سبحانه وتعالى تنزيه له عن جميع ما يكون نقصاً في الوجوه الثلاثة.

  · الإعراب: (أتى) لفظه للماضي، والمراد به المستقبل، وجاز ذلك لتحقيق كونه، كقولك للمستغيث: أتاك النصر.

  «أن أنذروا» محله خفض بتقدير بأن أنذروا، وقيل: محله نصب بوقوع الإنذار عليه. «سُبْحَانَهُ» مصدر إلا أنها لا تستعمل إلا مضافة، قال: وجاء مفرداً في الشعر قال:

  سُبْحَانَهُ ثُمَّ سُبْحَاناً نَعُوذُ بِهِ ... وَقَبْلَنَا سَبَّحَ الجُودِي والجَمَدُ