التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون 6 وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم 7}

صفحة 4003 - الجزء 6

  وسرحها أهلها، ومنه: سرحت فلاناً إذا أطلقته، قال أبو عبيدة: السرح لازم ومتعد، يقال: سرحته فسرح، ويقال: لجماعة الإبل والغنم والبقر: سرح.

  والحمَل: رفع الجسم، ونقيضه: الحطّ، حمل حملاً، والحمل ما يكون على رأس شجرة أو في بطن، والحِمل بالكسر: ما هو على الظهر.

  والثقل: المتاع الذي يثقل حمله، وأصله من الثقل، وجمعه أثقال، اختلفوا في الثقل، فقال أبو علي: يرجع إلى الأجزاء، وقال أبو هاشم: يرجع إلى الاعتماد اللازم السفلي.

  · الإعراب: {فِيهَا} الكناية ترجع إلى الأنعام {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ} مبتدأ وخبر، و {حِينَ تُريحُونَ} في محل النصب على الحال.

  و {بَالِغِيهِ} نصب بخبر (كان)، وأصله: (بالغين) حذفت النون مع المضمر وهو الهاء.

  · المعنى: لما بدأ تعالى بذكر أصول النعم من خلق النفس والسماوات والأرض ثنى بالحيوان وما ينتفع بها، ثم ثلث بذكر ما فيها من المنافع، فقال سبحانه: «وَلَكُمْ فِيهَا» أي: في الأنعام، وقيل: الإبل «جَمَالٌ» أي: حسن منظر، عن ابن عباس،