التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والله يعلم ما تسرون وما تعلنون 19 والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون 20 أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون 21 إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون 22 لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين 23}

صفحة 4014 - الجزء 6

  · القراءة: قرأ حفص عن عاصم: «يسرون - ويعلنون - ويدعون» كلها بالياء على الحكاية عن الغائب، وقرأ أبو بكر عن عاصم: «والَّذِينَ يدعون» بالياء خاصة على المعاينة و «تسرون» و «تعلنون» بالتاء على الخطاب وهو قراءة يعقوب الحضرمي، وقرأ الباقون كلها بالتاء على الخطاب على ما قبله.

  · اللغة: البعث: الإقامة، وسمي يوم القيامة يوم البعث، لإقامة الناس [من] قبورهم، عن أبي مسلم.

  (أيان) سؤال عن الزمان، ونظيره: متى، إلا أن متى أوضح، لأنه أغلب في الاستعمال، كما أن (أين) سؤال عن المكان.

  والإنكار نفي المعنى، ونقيضه: الإقرار.

  والاستكبار: الامتناع من قبول الحق أنفة من أهله، والاستكبار: طلب الترفع بترك الإذعان للحق.

  · الإعراب: تم الكلام عند قوله: {وَهُمْ يُخلَقُونَ} ثم ابتدأ فقال: {أَمْوَاتٌ} أي: هم أموات، ونصب «أيان» لأنه ظرف أي: متى يبعثون.

  · المعنى: لما تقدم الدعاء إلى عبادته تعالى ببيان قدرته ونعمته، وأنه خالق الأشياء خاطب في هذه الآية المشركين دالاً على بطلان قولهم في عبادة من سواه بما لا يذهب عنه عاقل متى فكر فيه، فقال سبحانه: «وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ» يعني يعلم الخفي