قوله تعالى: {قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون 26 ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين 27 الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون 28 فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين 29}
  · القراءة: قرأ نافع وحده: «تُشَاقُّونِ» بكسر النون على الإضافة، وقرأ الباقون بفتح النون على الجمع.
  قرأ حمزة: «يتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم» وبعده «يتوفاهم الملائكة طيبين» بالياء في الحرفين، لأن الملائكة ذكور، وقرأ الباقون بالتاء للفظ.
  · اللغة: المكر: التدبير الخفي، وإذا أضيف إلى العبد فهو خبث وخداع، وإذا أضيف إلى اللَّه تعالى فهو جزاء واستدراجهم من حيث لا يعلمون، عن الأزهري. مكر يمكر مكرًا فهو ماكر ومكار.
  والقواعد: الأساس، واحدها قاعدة، وقواعد الهودج خشبات أربع معترضات في أسفله، والقعدات: السروج والرحال، وأصله من القعود، والمقاعد: مواضع القعود، والقعود ضد القيام، وهو من جنس الأكوان، وقد يكون القيام والقعود مثلين.
  وخر: سقط، يخر خرورًا، يقال للحجر إذا تدهدا من الجبل: خر يخر خُرورًا، بضم الخاء، وخر الماء يخر بكسر الخاء: إذا صوت، وخر الميت يخر خريرًا بكسر الخاء، ومنه حديث حكيم بن حزام قال: بايعت رسول اللَّه ÷ على أن لا أخر إلا قائماً، قيل: معناه ألّا أموت إلا متمسكاً بالإسلام، عن أبي عبيدة.
  وقيل: لا أَغبن ولا أُغبن، ولذلك قال النبي ÷: «لست تغبن في دين ولا في شيء من قبلنا ولا بيع»، عن الفراء. وقال الجرمي: معناه: لا أقع في شيء من تجارتي وأموري إلا قمت به منتصباً له.