قوله تعالى: {قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون 26 ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين 27 الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون 28 فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين 29}
  والسقف: سقفط البيت، والسقف: السماء، وجمعه: سُقُف، مثل: رِهْنٌ [وَرُهُنٌ].
  والشقاق: الخلاف، وفلان شق العصا إذا فارق الجماعة، وهو مأخوذ من الشق النصف، كأنه صار في غير شقهم، ومنه: {فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ}[ص: ٢] أي: عصيان.
  · الإعراب: {ظَالِمِيَ أَنفُسِهِم} نصب على الحال، أي: في حال ظلمهم أنفسهم بالكفر، ودخلت اللام في قوله: «فَلَبِئْسَ» للتوكيد، وهي اللام التي تدخل بعد القسم توكيداً، عن أبي مسلم.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ} في قصة نمرود بن كنعان، عن ابن عباس، وزيد بن أسلم، وقيل: في [بخت نصر]، وقيل: هو عام.
  وقيل: نزل قوله: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} في أهل القليب الَّذِينَ قتلوا ببدر من قريش وأهل مكة، وقد أخرجوا كرهاً، عن عكرمة.
  · المعنى: ثم بين تعالى ما جرى على الأمم تسلية للنبي ÷، ووعيداً لقومه، فقال سبحانه: «قَدْ» تحقيق للكلام «مَكَرَ» دبر واحتال في إبطال الحق «الَّذِينَ مِنْ قَبلِهِمْ» من الأمم كما مكر هَؤُلَاءِ في قولهم: {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} ليضلوا الناس وتدبيرهم القعود في الطرق، وقيل: هو نمرود بنى الصرح ببابل ورام الصعود إلى السماء، وكان طوله في السماء خمسة آلاف ذراع، عن ابن عباس، ووهب. فهبت ريح فخر عليهم، وقيل: هو عام في جميع الكفار فيما احتالوا على رسلهم، عن الأصم،