التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين 30 جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين 31 الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون 32}

صفحة 4024 - الجزء 6

  · الإعراب: يقال: [لما] نصب «خيرًا» ورفع «أساطيرُ» والسؤال فيهما على صورة واحدة؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: لأنه في الرفع على التقدير: ما الذي أنزل ربكم، فيكون (ذا) بمعنى (الذي)، وفي النصب على تقدير: ما أنزل ربكم، على أن يكون ذا وما بمنزلة اسم واحد، هذا قول سيبويه.

  الثاني: أنهم جحدوا التنزيل، فقالوا: إنما هي أساطير الأولين، والمؤمن آمن بالتنزيل فقال: أنزل ربنا خيرًا.

  (نعم) و (بئس) يرفعان الاسم والخبر إذا كانا معرفتين، وينصبان الاسم إذا كانا نكرة، ويرفعان خبره، تقول: نعم الرجل زيد، ونعم رجلا زيد.

  ويقال: [لم] رفع {جَنَّاتُ

  قلنا: فيه ثلاثة أوجه:

  أولها: خبر ابتداء محذوف تقديره تلك جنات عدن.

  وثانيها: الابتداء، وخبرها: {يَدْخُلُونَهَا}.

  الثالث: ابتداء وخبرها: {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} وقبل: هو بدل من الدار فلذلك ارتفع.

  · النزول: قيل: نزلت في أصحاب النبي ÷، وذلك أن أحياء العرب كانوا يبعثون أيام الموسم من يأتيهم بخبر النبي ÷، فإذا جاء إلى مكة سأل الَّذِينَ قعدوا السائل، فيقول: أنا شر وافد إن رجعت إلى قومي دون أن أدخل مكة واستطلع أمر محمد