التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين 35 ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين 36 إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين 37}

صفحة 4030 - الجزء 6

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب: «لا يُهدَى مَنْ يُضِلُّ» بضم الياء وفتح الدال، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: «يَهدِي» بفتح الياء وكسر الدال. واتفقوا في «يُضِل» أنها مضمومة الياء مكسورة الضاد.

  · اللغة: البلاغ والإبلاغ: اتصال المعنى إلى الغير.

  وحقَّ: وجب، يقال: حققت عليه القضاء حقا، وأحققته أوجبته، ومنه: {استَحَقَّا إِثْمًا}⁣[المائدة: ١٠٧] أي: استو جباه.

  والحرص: طلب الشيء بجد واجتهاد، وحرص. يحرص نحو حسب يحسب، وفيه لغة أخرى حرِص بكسر الراء يحرَص بفتحها، نحو: علم يعلم.

  · الإعراب: «أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ» محله نصب على تقدير: قولوا اعبدوا اللَّه، أو قالوا، وقيل:

  بتزع الخافض، بتقدير: بأن اعبدوا اللَّه.

  · النزول: قيل: إن النبي ÷ أقبل على رجل من أهل بيته فسأله أن يسلم فأبى، فأنزل اللَّه تعالى: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ} عن الأصم.

  · المعنى: ثم عاد الكلام إلى حكاية قول المشركين والرد عليهم، فقال سبحانه: (وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) أي: لو أراد أن نعبده وحده ولا