قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون 38 ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين 39 إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون 40}
  وأما الرفع على تقدير: هو يكون، وقيل: هو نصب على جواب الأمر، وأجازه الزجاج، قال علي بن عيسى: وهو غلط من قِبَلِ أن جواب الأمر في فعل أمر يجب من أجل الأول كقولك: ائتني فاكرمك، فالإكرام يجب لأجل الإتيان، وليس كذلك كن فيكون، إنما هو فعل واحد أَمَرَ وأخبر أنه يكون.
  · اللغة: القسم والحلف واليمين نظائر، وأصل القسم من القسامة، وهي الأيمان تقسم على المدعى عليهم في قتيل وجد لا يدرى من قتله.
  والإرادة والمشيئة والمحبة نظائر.
  · الإعراب: «وعداً» نصب على المصدر أي: وعد وعداً حقًّا.
  · النزول: قيل: كان لرجل من المسلمين على مشرك دين فتقاضاه، فكان مما تكلم به:
  والذي أرجوا بعد الموت إنه لكذا، فقال المشرك: وإنك لتزعم أنك تبعث بعد الموت، وأقسم بِاللَّهِ لا يبعث اللَّهُ من يموت. فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن أبي العالية.
  وقيل: إن رجلا قال لابن عباس: إن ناسًا بالعراق يزعمون أن علياً مبعوث قبل يوم القيامة، ويتأولون عليه الآية، فقال ابن عباس: كذب أولئك إنما هذه الآية عامة للناس، لو كان مبعوثاً قبل يوم القيامة ما أنكحنا نساءه، ولا قسمنا ميراثه.