التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون 43 بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون 44}

صفحة 4040 - الجزء 6

  وتدل على أن كل طاعة هذا سبيلها متى لم تفعل لهذا الوجه لم يستحق بها الثواب.

  وتدل على وجوب الهجرة عند خوف الفتنة والأذى لذلك قال: {مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} فشرط ذلك في وجوب الهجرة.

  وتدل على وجوب الصبر والتوكل على اللَّه.

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ٤٤}

  · اللغة: الزبور: جمعها زبر، وهو الكتب، زبرت الكتاب أزبره زبرًا إذا كتبته، قال الشاعر:

  عَرَفْتُ الدِّيَارَ كَرَقْمِ الكِتَابِ ... يَزْبِرُها الكَاتِبُ الحِمْيَرِيُّ

  أي: يكتبه.

  · الإعراب: العامل في الباء في قوله {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} قيل: أرسلنا، بتقدير: ما أرسلنا قبلك إلا رجالاً بالبينات.

  وقيل: العامل محذوف تقديره: أرسلهم بالبينات.