قوله تعالى: {أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون 45 أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين 46 أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم 47}
  الخُسف بضم الخاء أيضاً، وخسف القمر: كسف، وقيل: الخسوف للقمر والكسوف للشمس، وقيل: إذا ذهب بعضها فهو الكسوف، وإذا ذهب كلها فهو الخسوف، والخسف: النقصان أيضاً.
  والتخوف: تفعل من الخوف، وقيل: التخوف التنقص، لأنه يؤخذ الأول فالأول لا يبقى أحد فيهم، وتلك حال يخاف معها الفناء ويتخوف الهلاك، ويُقال: تخوفه الدهر تنقصه.
  · الإعراب: «أَفَأَمِنَ» استفهام والمراد الإنكار، أي: لا ينبغي لهم أن يأمنوا، و (أو) حرف عطف والمراد به التخيير كقولك: جالس الحسن [أو] ابن سيرين، وتقديره: إن يشأ يخسف بهم الأرض، وإن يشا أخذهم في تقلبهم، وإن يشأ أخذهم على تخوف، أي ذلك شاء فإنه قادر على ذلك.
  · المعنى: عاد الكلام إلى وعيد المشركين فقال: «أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ» قيل: أي: شيء أمن هَؤُلَاءِالقوم الَّذِينَ دبروا التدابير السيئة في أمور الدين وإطفاء نوره، وقيل: مكروا بالرسل، عن أبي علي. «أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بهِمُ الأرضَ» أي: يعود بهم في الأرض «أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ» أي: عذاب الاستئصال «مِنْ حَيثُ لاَ يَشْعُرُونَ» أي: لا يعلمون كيف جاءهم وكيف أخذهم، وقيل: لا يعلمون له أمارة، «أَوْ يَأْخُذَهُمْ» العذاب «فِي تَقَلُّبِهِمْ» قيل: تصرفهم في التجارات والأسفار ليلاً ونهارًا، وقيل: تقلبهم على الفراش، وهي حال الأمن، وقيل: في حال تقلبهم في المكر والخديعة «فَمَا هُمْ