قوله تعالى: {ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون 56 ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون 57 وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم 58 يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون 59 للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم 60}
  · اللغة: يقال: ظل يفعل كذا إذا فعلها في صدر النهار، ومنه: أضحى، ويُقال: ظل يفعله.
  إذا فعله نهارًا، وبات إذا فعله ليلاً، الا أنه كثر حتى صار بمنزلة أخذ يفعل، ظللت أظل ظلولاً، وهذا مصدر فيما ذكره الفراء.
  والكظم: اجتراع الغيظ، والكظم: تحرج النفس، وأصله: من الكظامة شد فم القربة، فكأن الكظيم يضيق فمه من الغم، فلا يتكلم للذي به، يقال: رجل كظيم أي: ممسك على غيظ.
  والهون: الهوان في لغة قريش.
  ودسست الشيء في التراب أدسه دساً إذا أخفيته، وكل شيء أخفيته فقد دسسته، والدساسة: حية صماء تندس تحت التراب.
  · الإعراب: قوله: {وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} قيل: موضع (ما) نصب بمعنى: يجعلون لهم البنين الَّذِينَ يشتهون، وقيل: الرفع بمعنى: ولهم ما يشتهون، وقيل: الرفع بمعنى: ولهم على الاستئناف.
  ويقال: لم ذكر الكناية في قوله: {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ} وإنما يعود إلى الأنثى؟
  قلنا: لأنه يعود إلى (ما) في قوله: {مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ} فلذلك ذكر.