التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين 122}

صفحة 574 - الجزء 1

  عباس وابن مسعود ومجاهد وقتادة، وقيل: يقرؤونه حق قراءته، عن أبي علي، واختلفوا في «حق تلاوته»، فقيل: لا يحرفونه بل يتبعونه كما أنزل اللَّه تعالى، عن ابن عباس، وقيل: يتلونه على سبيل الخشوع، ويتدبرون فيه وفي دلائله؛ ليقوموا بواجباته، عن أبي علي. وقيل: يحلون حلاله، ويحرمون حرامه ولا يحرفونه، عن ابن مسعود «أوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ» يعني بالكتاب، عن أكثر المفسرين، وقيل: بالنبي ÷ عن الكلبي «وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ» قيل: هم اليهود، عن ابن زيد. وقيل: سائر الكفار، عن أبي علي، وهو الأوجه لعموم اللفظ «فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ» قيل: خسروا أنفسهم وأعمالهم في الدنيا؛ لأنهم لم ينتفعوا بها، عن الأصم. وقيل: خسروا في الدنيا الظفر والنصرة، وفي الآخرة ما أعد اللَّه للمؤمنين من النعيم الدائم، عن أبي علي.

  · الأحكام: الآية تدل على أن حقيقة الإيمان بالكتاب أن يتلوه حق تلاوته.

  وتدل على أن من يكفر بالكتاب فقد خسر الدنيا والآخرة؛ لسوء اختيارهم والعدول عن طاعة اللَّه.

  وتدل على أن التلاوة والكفران فِعْلُهُم؛ لذلك أضافها إليهم وأوجب الجزاء لهم.

قوله تعالى: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ١٢٢}

  · اللغة: النعمة: النفع الحسن الذي قَصَدَ المنعِمُ به الإنعام، وقيل: النفع الذي يستحق به الشكر. والإنعام: الإفضال على الغير.

  والعالَمُ: جماعة العقلاء، وجمعه عالمون، وقيل: العالم ما حواه الفلك، والأول أقرب إلى قول أهل اللغة، والثاني إلى عرف المتكلمين.