التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين 122}

صفحة 575 - الجزء 1

  · الإعراب: يقال: ما موضع «وَأَنِّي» من الإعراب؟

  قلنا: نصب بالعطف على «نِعْمَتِي».

  · المعنى: ثم وعظ تعالى بني إسرائيل وذكَّرَهُمْ نعمته، ودعاهم إلى دينه فقال تعالى: «يا بَنِي إِسرائِيل» معنى إسرائيل: عبد اللَّه، وهو يعقوب. «اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيكُمْ» قيل: نعم الدين والدنيا، وقيل: أراد ما أنعم على بني إسرائيل زمن موسى وداود وسليمان - $، عن أبي علي. «وَأَنّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ» قيل:

  على عالمي زمانهم، بأن جعل النبوة والحكم فيهم، عن الحسن. وقيل: على العالمين كلهم، حيث جعل فيهم أنبياء، وجعلهم معدن كتابه، وجعل فيهم علم النبي الأمي، فلا يعلمه أحد من الخَلْقِ بصفته قبل بعثه غيرُهم، عن الأصم.

  · الأحكام: الآية تدل على وجوب شكر النعم، والتحذير من كفرانها.

  يقال: لِم كررت هذه الآية؟

  قلنا: فيه أقوال: قيل: لما كانت نعمه موجبة لشكره وعبادته ذكَّرَهُمْ بها، وأكد ذلك لِيُقْبِلُوا على طاعته، واتباع أمره، وقيل: لما تقدم ذِكْرُ الكتاب، وفيه صفة عيسى ومحمد - صلى اللَّه عليهما، والبشارة بهما، ذكَّرَهُمْ نعمه عليهم بذلك، وما فَضَّلَهُمْ به، كما عَدَّدَ النعم في سورة الرحمن، وكرر {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} وقيل: إنه مقدمة لما بعده؛ لأنه تعالى لما أراد وعظهم ذكرهم قبله بالنعم عليهم؛ لأن فيه استدعاء إلى قبول الوعظ، وقيل: لما باعد بين الكلامين حسن إعادته للتنبيه