قوله تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون 67 وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون 68 ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون 69}
  العسل، وهو قول [أكثر المفسرين]، وقيل: في القرآن، عن مجاهد، وقيل: فيما دبر من ذلك «شِفَاءٌ لِلنَّاسِ» في الدين والعلم يستدلون بها على البعث، عن الأصم، والأول وجه التأويل.
  ووجه الاعتبار في النحل والعسل وجوه:
  منها: اختصاصه بخروج العسل من فيه، ويشاركه غيره في الطعام.
  ومنها: خلق العسل في بطنه.
  ومنها: جعل الشفاء من موضع السم، لأن النحل لها سم يلسع.
  ومنها: ما جعل في العسل من المنافع.
  ومتى قيل: كيف يجعل الحلاوة في العسل؟
  قلنا: الصحيح أن اللَّه تعالى يخلق فيه الحلاوة، ويصفيه، ويخرج على ألطف وجه.
  وقيل: إنه يلهمها حتى تأكل من أشياء حلوة، فيحصل متها عسلاً وشمعاً بأن يغيرها إلى ذلك.
  وقيل: يجعل غذاءها عسلاً وشمعاً، وجميع ذلك بتدبيره وصنعه؛ إذ لا وجه للطبع وغير ذلك مما يتهوس به الملحدة في مثل هذه المواضع سبحانه وتعالى.
  «إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً» حجة وعبرة «لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» يتدبرون فيها.