التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير 70 والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون 71 والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون 72}

صفحة 4072 - الجزء 6

  · القراءة: قرأ عاصم في رواية أبي بكر: «تجحدون» بالتاء على الخطاب لقوله: «خَلَقَكُمْ» و {خَلَقَكُمْ} (وَفَضَّلَ بَعْضَكُم)، وقرأ الباقون بالياء لقوله: {فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لقرب الخبر منه.

  · اللغة: الرذل: الدون الردي، وكذلك الرذال، يقال: رذل الرجل يرذل رذالة ورذلته والجمع رذول ورذال [وأرذال].

  والجحود: ضد الإقرار، ومثله الجحد، فلا يكون إلا مع علم الجاحد به، وهو الإنكار مع العلم، قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا}⁣[النمل: ١٤].

  والحفد: الإسراع إلى الطاعة، ومنه: (وإليك نسعى ونحفد)، قال الشاعر:

  يابن الذين على قصور أحفاد

  ومنه قيل: للأعوان حفدة، واحدهم: حافد؛ لإسراعهم في الطاعة، وحفد البعير يحفد حفدًا وحفوداً وحفداناً، وحافد وحفد مثل خادم وخدم، وحافد وحفدة مثل كافر وكفرة. وقيل: الحفدة الأختان، وقيل: ولد الولد، عن الأزهري، وحفدت وأحفدت لغتان خدمت.

  · الإعراب: «يعلم» نصب ب (كي) و (لا) صلة تقديره: أي: لكي يعلم.

  {فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ} أراد: برادين، حذفت النون وأضيفت إلى ما بعده كما تقول: ما هم بضاري زيد.