«وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُم أَزْوَاجًا» عد نعماً أخرى قيل: جعل لكم من جنسكم، وقيل: من آدم وحواء «أزْوَاجًا» نساء تسكنون إليهن «وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً» قيل: الحفدة الأعوان، عن ابن عباس، ومجاهد، وأبي مالك، قال الحسن: من أعانك فقد حفدك، وقيل: الحفدة الأختان، وهم أزواج البنات، عن ابن مسعود، وإبراهيم النخعي، وأبي الضحى، وسعيد بن جبير، وقيل: الخدم، عن الحسن، وعكرمة، والضحاك، ومجاهد، وقتادة، وطاووس، وقيل: هم بنو المرأة من الزوج الأول، عن ابن زيد، وروي نحوه عن ابن عباس، وقيل: هم البنون الصغار من الأولاد، والحفدة الكبار من الأولاد يسعون معه، عن مقاتل، والكلبي. «وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ» أعطاكم من المأكولات المستلذة، «أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ» قيل: بالأصنام، عن ابن عباس، وأبي علي، وجعلهما باطلاً لأنهم لا ينتفعون بعبادتها «وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ» أي: يجحدون التوحيد، وقيل: الباطل الشيطان أمرهم بالبحيرة والسائبة والوصيلة ونحوها، وبنعمة اللَّه يكفرون فلا يحلونه كما أحله اللَّه، وقيل: وبنعمة اللَّه يكفرون يضيفون إلى غير المنعم.

  · الأحكام: تدل الآية على أنه خلق الخلق وأنه يميتهم، وأن الغرض بالخلق والتكليف الدار الآخرة وما فيها من الثواب.

  وتدل على تفاوت الخلق في الرزق، وذلك بحسب ما يعلم من المصلحة.

  وتدل على صحة الحجاج في الدين.

  ومن أقوى الحجاج ما بيّن تعالى في حال الأوثان معه، وحالنا مع عبيدنا، فإذا كنا لا نسوي بين المالك والمملوك فكيف سورا بينه وبين الأوثان في العبادة.

  وتدل على أن العبد لا يملك من حيث نفى رد الرزق عليه، قال القاضي: وهذا يبعد لأن في الآية أنه لا يرد عليه، وليس فيه أنه لا يصح أن يرد عليه، ولأن فيها أنه لا يرد عليه ما رزق حتى يكون هو ومملوكه سواء، ومن يقول: العبد يملك لا يزعم أنهما يتساويان.