قوله تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون 73 فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون 74 ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون 75}
  وقيل: في قوله: {يَسْتَوُونَ} ولم يقل: يستويان لأن {مَنْ} اسم مبهم يصلح للواحد والجميع، والمذكر والمؤنث، وكذلك قوله: «ويعبدون»، «ويستطيعون» بالجمع لأجل (ما).
  · النزول: روى ابن جريج عن عطاء في قوله: {عَبْدًا مَمْلُوكًا} أنه أبو جهل بن هشام، {وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا} فهو أبو بكر الصديق. وروى إسماعيل بن إسحاق عن ابن عباس أنه نزل في رجل من قريش وعبده أسلما وأنه كان مولى لعثمان [يتكفله] وينفق عليه.
  · المعنى: ثم زاد في التقريع والتوبيخ لعبادتهم ما لا ينفع ولا يضر، وضرب لهم مثلاً، فقال سبحانه: «وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ» يعني الأوثان «مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا» أي: لا يقدر لهم على رزق «مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» قيل: ما في السماوات المطر، وما في الأرض النبات والأشجار وغير ذلك من أنواع النعم، وقيل: لا يملك أن يرزقهم ولا أن يزيد في رزقهم ولا أن ينقص (شَيئًا) أي: قليلًا ولا كثيرًا «وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ» أي: لا يقدرون على شيء، وقيل: لا يملك لهم نفعاً ولا يستطيعون دفع ضرر عنهم، عن الأصم، وقيل: إن الإنسان قد يملك الأشياء ويستطيع أن ينعم وقد يملك ولا يستطيع وقد يستطيع ولا يملك فنفى الجميع عنها الملك والاستطاعة بياناً [للعجز] عن الوجهين، فإنه إذا كان هذا حاله فكيف يعبد ويتخذ إلهاً.