قوله تعالى: {وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم 76 ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير 77 والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون 78}
  ولمح البصر ولحظ العين ونظرة البصر سواء في المعنى.
  · الإعراب: جمع (الأبصار) ووحد (السمع) وكذلك هو في أكثر المواضع من القرآن، لأن السمع مصدر سمع سمعاً، والبصر اسم للعين والجمع الأبصار، وقيل: أراد الجنس.
  «أمهاتكم» أصله: أماتكم، زيدت الهاء للتأكيد كأهرقت وأصله أرقت.
  {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ} ابتداء {لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ} خبره.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في عثمان ومولى له كان ينفق عليه وكان مولاه يكره الإسلام وينهاه عن الصدقة ويمنعه عن النفقة، عن ابن عباس.
  وقيل: نزلت في هاشم بن عمرو بن الحارث القرشي وكان رجلاً قليل الخير يعادي رسول اللَّه، عن مقاتل.
  وقيل: الأبكم أبي بن خلف، ومن يأمر بالعدل حمزة وعثمان بن عفان وعثمان بن مظعون، عن عطاء.
  وقيل: نزل قوله: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ} في الكفار الَّذِينَ استعجلوا القيامة استهزاء.
  · المعنى: ثم ذكر مثلاً آخر منبهاً على صحة التوحيد وفساد الشرك، فقال سبحانه: «وَضرَبَ اللَّهُ مَثَلاً» قيل: هو مثل الكافر الذي لا خير عنده، ومثل المؤمن الذي يطيع اللَّه، عن ابن عباس. وقيل: إنه مثل اللَّه تعالى ومثل الأصنام، لمن يؤمل الخير من جهته ومن لا يؤمل، وأن الخير كله يؤمل من جهة اللَّه تعالى دون الأصنام، يعني كما لا يسوى