التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون 79 والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين 80 والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون 81}

صفحة 4085 - الجزء 6

  والسكن: كلما يسكن إليه، والسكن: المسكن بسكونه، قال الفراء: السكن بفتح الكاف الدار، وبسكون الكاف: أهل الدار، ومنه الحديث: «إن الرمانة لتسع المسكن»، وأصله من السكون الذي هو ضد الحركة، وهما من جنس الأكوان التي يكون الجسم بها كائناً في الجهات، سكن سكوناً، ومنه السكين لأنه يسكن حركة المذبوح.

  ظعن يظعن ظعْناً وظعَناً: شخص، والظعينة المرأة، وهو من باب الاستعارة، والظعائن: الهوادج كان فيها نساء أو لم يكن؛ لأنها يظعن فيها، وسميت المرأة ظعينة لأنها تكون فيها.

  والأثاث: متاع البيت الكثير، قال الخليل: وأصله من الكثرة، ومنه شَعَرٌ أثيث، أي: كثير، وأث البيت يأث أثاً إذا كثر والتف، وكذلك أث الشعر، وقيل: لا واحد للأثاث فهو كالمتاع، قال الشاعر:

  أَهَاجَتْكَ الظَّعَائِنُ يَوْمَ بَاتُوا ... بِذِي الزِّيِّ الجمِيلِ مِنَ الأثَاثِ

  وقال أبو زيد: واحد الأثاث أثاثة.

  والاكنان: جمع كن، وهو الموضع الذي يستر صاحبه فيه، يقال: كننت الشيء في كنه أي: صببته، أكننته أخفيته، ومنه الكنانة.

  · الإعراب: قيل: في قوله: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} محذوف أي: والبرد محذوف لعلم السامع كما قال الشاعر:

  وَمَا أَدْرِي إِذَا يَمَّمْتُ دَارًا ... أُرِيدُ الخَيْرَ أَيُّهمَا يَلينِي